الجمعة، 8 يونيو 2012

لن أكتب ســـوى : ستتأثر بـــ "ســـارة":



لم أقرأ هذه الجزئية من هذا الكتاب (في بطن الحوت) للداعية محمد العريفي , إلا بعد قراءتي لعنوان أحد المدونات (في الأسفل)  "ستتأثر بـــ  سارة" لفتني هذا العنوان فارتأيت أن أذهب إلى الكتاب نفسه وبالفعل وجدته كتاباً يحمل الكثير من الكلمات التي يتأثر بها القارئ وها أنا سأضع بعض العبارات التي أثرت فيّ وتأثرت بها:


1- كما تدين تدان..
2- كبر سالم .. بدأ يحبو .. كانت حبوته غريبة .. 
قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي .. فاكتشفنا أنّه أعرج ..
3- نظرت إليه .. قلت في نفسي .. لست أنت الأعمى .. بل أنا الأعمى .. حين انسقت وراء فًسّاق يجرونني إلى النار ..
 4- جبلة بن الأيهم جعل يبكي ويقول :
تنصرت الأشراف من عار لطمة * وما كان فيها لو صبرت لها ضرر 
تكنفني منها لجاج ونخوة * وبعت لها العين الصحيحة بالعور 
فياليت أمي لم تلدني وليتني * رجعت إلى القول الذي قال لي عمر 
وياليتني أرعى المخاض بقفرة * وكنت أسير في ربيعة أو مضر 
وياليت لي بالشام أدنى معيشة * أجالس قومي ذاهب السمع والبصر 
ثم ما زال على نصرانيته حتى مات
5- الأعشى بن قيس :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا * وبت كما بات السليمُ مسهدا
ألا أيهذا السائلي أين يممت * فإن لها في أهل يثرب موعدا
نبي يرى ما لا ترون وذكرُه * أغار لعمري في البلاد وأنجدا
أجدِّك لم تسمع وصاة محمد * نبيِّ الإله حيث أوصى وأشهدا
إذ أنت لم ترحل بزاد من التقى * ولا قيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله * فترصد للأمر الذي كان أرصدا
6- فنظر بعضهم إلى بعض وجعلوا يتشاورون .. كيف يصدوه عن الدين .. 
فقالوا له : يا أعشى .. إنه يحرم الزنا .. فقال : أنا شيخ كبير .. وما لي في النساء حاجة .. 
فقالوا : إنه يحرم الخمر .. 
فقال : إنها مذهبة للعقل .. مذلة للرجل .. ولا حاجة لي بها .. 
فلما رأوا أنه عازم على الإسلام .. 
قالوا : نعطيك مائةَ بعير وترجع إلى أهلك .. وتترك الإسلام .. 
فجعل يفكر في المال .. فإذا هو ثروة عظيمة .. فتغلب الشيطان على عقله .. والتفت إليهم وقال : 
أما المال .. فنعم .. 
فجمعوا له مائة بعير .. فأخذها .. وارتد على عقبيه .. وكرَّ راجعاً إلى قومه بكفره .. 
واستاق الإبل أمامه .. فرحاً بها مستبشراً .. 
فلما كاد أن يبلغ دياره .. سقط من على ناقته فانكسرت رقبته ومات
ســــــــارة
7- ناديتها .. سارة .. سارة .. لم تجب .. انطلقت خلفها.. 
لا أكاد أصدق..هل هذه ابنتي ؟.. 
فتحت باب الغرفة.. وجدتها سبقتني إلى فراشها .. ونامت في حضن أُمها.. إنها هي.. 
عدت إلى غرفة الجلوس .. أغلقت جهاز الفيديو .. صوت ابنتي يملأ الغرفة .. اتق الله يا بابا .. اتق الله يا بابا .. 
قشعريرة سرت في جسدي .. تصبب العرق من رأسي.. 
لا أدري ماذا أصابني .. 
ما عدت أسمع إلا صوتها .. ولا أرى إلا صورتها .. كلماتها اخترقت كل الحواجز الجاثمة على صدري منذ زمن بعيد .. ترك صلاة .. معاصٍ .. دخان .. أفلام خليعة ..  .. .. 
8- وهنا .. ارتفع صوت الأذان .. اهتزت جوانحي .. ارتعدت فرائصي .. 
رعشة سرت في أطرافي .. جعل يردد : " الصلاة خيرٌ من النوم "
9- شعرت أن القرآن يسألني : لم هجرتني منذ سنوات .. ألستُ كلام ربك .. 
أخذت أردد في سورة الزمر : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) .. عجباً .. جميعاً .. ما أرحم الله بنا .. 
وهذه أكثرها تأثيراً في داخلى وقلبي:
10- وصلت إلى البيت .. فتحت الباب .. ناديت زوجتي .. لم أسمع جواباً .. 
دخلت الغرفة مسرعاً .. 
زوجتي منطوية على نفسها تبكي .. 
التفتت إليَّ .. صرخت وهي تبكي : لقد ماتت سارة .. 
لم أتبين ما تقول .. اندفعت نحو سارة .. ضممتها إلى صدري .. 
حاولت حملها .. سقطت يدها نحو الأرض .. جسمها بارد .. 
كذلك يداها وقدماها .. نبضها .. أنفاسها .. لم أسمع شيئاً .. 
نظرت إلى وجهها .. نورٌ يتلألأ .. كأنه كوكب دري .. 
ايقظتها .. حركتها .. هززتها .. 
صرخت أمها : سارة .. سارة .. لقد ماتت .. ماتت .. وانخرطت في البكاء.. 
لم أصدق ما أرى .. كأنه حلم .. 
انهمرت الدموع من عيني .. أخذت أشهق .. 
أنظر إلى وجهها الجميل .. وشعرها الناعم .. 
أقبِّل فمها الصغير .. كأنها تردد الآن : عيب عليك .. عيب عليك .. يا بابا .. 
تذكرت أن هذه مصيبة .. أخذت أردد .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. 
إنا لله وإنا إليه راجعون .. 
اتصلت بإبراهيم .. قلت له : تعال فوراً .. لقد ماتت سارة .. 
النساء في الداخل مع زوجتي يغسلن ابنتي .. 
انتهين من تغسيلها .. لففن على جسدها الطاهر خرقة بيضاء .. 
نادتني زوجتي .. 
دخلت كي أودع سارة الوداع الأخير .. كدت أسقط على الأرض .. تماسكت .. 
قبلتها على جبينها .. 
عاهدتها على الثبات حتى الممات .. نظرت إلى أمها .. فإذا هي زائغة العينين .. شاحبة الوجه .. تنتفض .. 
قلت لها : لا تحزني .. فقد ذهبت إلى الجنة بإذن الله .. هناك سنلتقي .. فشمري كي تشفع لنا .. 
ثم قرأت قوله تعالى : {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ كل امرئٍ بما كسب رهين}.
بكت الأم وبكيت أنا.. 
صلينا عليها صلاة الجنازة .. ثم سرنا بها إلى المقبرة .. 
أنظر إلى الجنازة وكأنني أنظر إلى النور الذي أضاء لي حياتي.. 
وصلنا المقبرة .. المكان موحش .. مخيف .. توجهنا إلى القبر .. 
وقفت على شفير القبر .. هنا سأضع ابنتي .. أمسك إبراهيم بكتفي وقال : اصبر يا أحمد.. 
نزلت إلى القبر .. 
إنها دارك يا أحمد .. ربما اليوم وربما غداً .. 
ماذا أعددت لهذه الدار .. 
ناداني إبراهيم : أحمد خذ البنت .. وضعتها على صدري .. وددت لو أدفنها فيه ..
ضممتها .. قبلتها .. 
ثم وضعتها على شقها الأيمن .. وقلت : بسم الله وعلى ملة رسول الله .. 
صففت اللبن .. سددت كل المنافذ .. 
خرجت من القبر .. بدأ الناس يهيلون التراب .. لم أملك دموعي..
بالطبع إن قرأتم أكثر ستعرفون ما أقصد به..(http://www.saaid.net/Warathah/arefe/17.htm)
ملاحظة: المدونة هي (http://www.osama-ps.com/) ..
                 سآرَة طآهـرْ لوْلوْ                    

هناك تعليقان (2):

  1. وعدتك قبل الان بأن أتابع كل جديدك , لإ أن الأن هوايَ في القراءة أصبح لا يرق إلا هنا , في مدونتك !!

    القصة كانت مؤثرة أكثر من غيرها من نسق هذه القصص , كما كان أسلوب العريفي في التأثير هو الأكثر اثراً في القارئ ,,

    بالمناسبة , أنا سعيد بتواجد مدونتي هنا :)

    ردحذف
  2. فعلاً..أسلوب العريفي له تأثيره الخاص على القارئ مما يدخل العبرة والمعنى في نفوسنا من خلال هذه القصص والنصوص...
    وهذا شرف لي أن تكون تدويناتي قد نالت إعجاب الجميع...

    ردحذف