الأربعاء، 13 يونيو 2012

الكوخُ المحترِق..



أحياناً تُفَضِّلُ القصصَ القصيرة..ربما لأنك تمل من الكبيرة منها أو لا تطيق الانتظار..لكني أدعو الجميع أن يحب ما يقرأ حتى لايمل..ويعقد  نيته في أن تكون قراءته للإفادة..للاطلاع ولكل الأمور الجميلة..ولكن أنا الآن أود أن أطلع من يحب القصص القصيرة على هذه الواحدة لكي تأخذوا منها العبرة والعظة:
                        الكوخ المحترق :
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عَرَضِ البحر فأغرقتها.. 
ونجا بعضُ الركاب.. 

منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة. 
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه 
و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم. 

مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب، 
و يشرب من جدول مياه قريب و ينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي 
فيه من برد الليل و حر النهار. 
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلاً ريثما ينضج طعامه الموضوع على 
بعض أعواد الخشب المتقدة. و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما 
حولها. 
فأخذ يصرخ: 
"لماذا يا رب؟ 
حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شئٌ فى هذه الدنيا و أنا غريب فى هذا المكان، 
والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه.. 
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى عليّ؟!!" 

و نام الرجل من الحزن و هو جائع، و لكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره.. 
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تُنْزِلُ منها قارباً صغيراً لإنقاذه. 
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه 
فأجابوه: 
"لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ" 

إذا ساءت ظروفك فلا تخف.. 
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به.. 
و عندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله قادرٌ لإنقاذك..
"عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرٌ لكم"..
                            سآرَة طآهـرْ لوْلوْ...

هناك 8 تعليقات:

  1. سارة الجميلة ,,
    أبديت شيئا رائعا فى انك تخرجينا من القصص الطويلة
    التى ربما ان تكون فائدتها قليلة
    قصتك قصيرة بسيطة ولكن فائدتها كبيرة
    ودائما نقول لعله خير

    ردحذف
    الردود
    1. فعلاً ممكن أن تكون الطويلة من القصص بفائدة قليلة والحجم لا يعني الجودة..
      وإن شاء الله سأقوم باقتطاف مجموعة من القصص الجميلة من المواقع الإلكترونية وتستفيدون منها..

      حذف
    2. العبرة بالفائدة والقصة رائعة بمعنى الكلمة

      حذف
  2. Sara القصه رآئعه ,, وأستفدت منهآ ,, على الانسان ألا يعترض على حدث أو قدر معين , فان ما نعترض عليه قد يجعل الله فيه خيراً لنآآ , , ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه

    ردحذف
    الردود
    1. كلامك جميل..وقد صدقت فيم قلتِ..وعلى الإنسان أن يرضى بما قسم الله له فمن أركان الإيمان..الإيمان بالقدر خيره وشره..

      حذف
  3. " وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم" ليتنا نأخذ بالعبرة ونطبقها في حياتنا، حينهاسندرك عظمة خالقنا وتدبيره لأمورنا بدون أن نشعر بذلك...
    اختيار موفق يا سارة :)
    لكِ مني كل الود ^_^

    ردحذف
  4. ماقلتيه هو بالطبع ما أقصده...ليت الواحد منا يأخذ العبرة ممن سبقه
    ...

    ردحذف